2014/05/08

مهــــــــــزلة/تدوينة محمد الامين سيدي مولود

من يرى نوعية مرشحي الرئاسة اليوم يعرف أن كثير منا مصرّ على جعل بلدنا على قائمة المهازل في كل شيء، نعم ، ليس للأمر علاقة بممارسة حق دستوري طبيعي، ولا طموح مشروع، لكن عندما يصبح الطموح سخرية وجنونا أو هزلا يفقد قيمته خاصة إن تعلق بصورة بلد وسمعته .. !
ما معنى أن يترشح لرئاسة الجمهورية أشخاص لا توجد لديهم أي إمكانات شعبية ولا مالية ولا أي رصيد سياسي، ولا ماضي في الاهتمام بالشأن العام مهما كان نوعه ؟!
صحيح أن خلفية الحاكم الآن وطريقة وصوله إلى السلطة ربما مغرية لمن هو أبعد .. لكن لكل شيء حدود ..
ما يحصل اليوم هو جزء من تمييع كبير للمشهد السياسي وقتل للوعي ـ إنه مثل عبقرية الجنرال في تجديد الطبقة السياسية بل والمالية أيضا ـ وهو شيء طبيعي مع الأسف في بلد يبلغ عدد تراخيص الأحزاب فيه حوالي 100 ، ولا يعرف المهتمون والمتابعون جدا للشأن السياسي أسماء 20 منها ..

إن كل هذا أمر طبيعي في بلد يمسي فيه الضابط رئيسا لحرس الرئيس ويصبح رئيسا للجمهورية بمجرد اعطاء أمر شفوي لكتبية من الجيش لتحتل القصر وكأننا في فلم خارج التاريخ والمنطق، وبتأييد منتخبين وقانونيين وأساتذة جامعيين، وجزء كبير من نخبة البلد !!
نحن نجعل من وطننا مهزلة وسخرية، نحن نعتمد الفوضى في كل شيء، وعدم المسؤولية في كل شيء، والانظمة الفاسدة التي تحكمنا لا ترتاح لشيء كارتياحها لرؤية أسباب زوالها عاجزة عن النمو، ومن أهم أسباب زوالها انتشار الوعي والشعور بالمسؤولية، والجدية والتميز في الشأن العام ، وتصدر أهل الكفاءات المشهد حسب كل مجال ..
يـــا للمهزلة !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لمـزيد من التفاصيل يرجى الإتصال بـ:
43434409(00222)