لماذا
نتفاجأ من صعود بيرام بحجة أنه متطرف ومن يصوت له يتبنى طرحا متطرفا ـ مع نسبة
كبيرة في صحة هذا الطرح ـ في نفس الوقت الذي لا نبحث فيه عن دلالات وأسباب هذا
الصعود ؟
ـ كبف تراجع أداء مسعود ولد بلخير النضالي في وقت لم تتراجع فيه جذور مشكلة نضاله بشكل مطلوب؟
ـ كيف انزاحت الجماهير أصلا عن بيجل واسقير وولد الحيمر إلى مسعود؟ قبل الانزياح الأخير إلى بيرام؟
ـ كيف لا نتطرق للخطاب المتطرف في الطرف الآخر، أي خطاب القبائل والأعراق المؤيدة، وكبار المسؤولين؟ هل نظن أنه يساعد في اعتدال بيرام ومناصريه؟
ـ هل كان خطاب عزيز خطابا وطنيا شاملا ومعتدلا؟ هل تصرف منذ وصوله للسلطة تصرف رئيس للجميع وبمسافة من الجميع حتى فيما يتعلق بحقوق المواطنين العادية؟
ـ ما الذي قدمناه على مستوى الأحزاب والمؤسسات، والنظام والدولة، وحتى الأفراد، من أجل انحسار الخطاب الفئوي والعرقي المتطرف في كل جهة؟
ـ هل من الوارد أن ننتظر من مجتمع ونظام تسود فيه القبيلة في ولائها إلى درجة تغطية مبادراتها في القنوات التلفزيونية، وتتدخل حتى في التعيين والتوظيف وحتى من أجل الحصول على بعض الحقوق البسيطة كقطعة أرضية أو أوراق ثبوتية، هل ننتظر أن يكون هذا سببا لعدم التطرف؟
ـ هل نتصور أن الضعفاء والمهمشين سيظلون دوما صابرين، إن للصبر حدودا؟
ـ هل سنلوم من تخلينا عنهم، وتخلت عنهم الدولة، ومسحت بهم أحذية القبائل ورجال السلطة ورؤوس الأموال الأرض، إن اختاروا من يعبر عن جزء من غضبهم ومكبوتات مشاعرهم التي يعانون؟
إن المجتمعات المنصفة والدول المحترمة تبادر إلى الرجوع إلى أسباب أي مد متطرف يظهر فيها، لمعالجته قبل فوات الأوان (حصل ذلك مرات من اليمين المتطرف في أوروبا) ..
أما عندما تتطرف الدولة ورموز المجتمع والقبائل، فسوف ينتج عن ذلك تطرف طبيعي مواز، لكن هل نرد عليه بتجاهله وبالاستمرار بنفس النهج والطرح، والمسار الخاطئ؟
إن هذا جزء فقط من تساؤلات تثير اشكالية قديمة متجددة تتعلق بالانسجام الاجتماعي، ونذر تفككه، ومن الوارد أن يضيف الجميع عليها المزيد من التساؤلات، لكن من المنتظر أن يقدم مقترحات عملية تساعد في الحل.
وطبعا بإمكان من يرى أنها مجرد "فيسبوكيات" عابرة أن يفعل، لكن الأمر هنا لا يتعلق بموقف شخصي ولا بخندق سياسي معارض ـ يشرفني الانتماء إليه ـ بقدر ما يتعلق
باستشعار الخطورة على مصير وطن، من عدم المسارعة إلى إنصاف الناس والعمل على المساواة بينهم وردم الهوة المتسعة بين مختلف الشرائح فيه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
لمـزيد من التفاصيل يرجى الإتصال بـ:
43434409(00222)